حنين الى الماضى,,,,,,,,,,,(قصة فتاه)

***
****
******
ذهبت اتجول بين الأحياء والشوارع لا أدرى أين سأذهب ولا أعلم إلى أين ستقودنى قدماى ؟ ! ولكنى وجدتها قد استقرت عند شاطىء البحر ووقفت أمامه أنظر إليه بتروى ثم وجهت نظرى إلى السماء فرأيت قرص الشمس وهو يختفى فى الأفق البعيد ويغطيه قطع السحب البيضاء الرائعة ويعكس على المياه الأشعة البرتقالية الذهبية الجميلة فكم أبهرنى هذا المنظر الرائع وتعجبت لقدرة الله فى خلقه
***
و تذكرت العديد من الهموم والمشكلات التى ولدت لأجد نفسى أعيش بداخلها فنظرت إلى بحر ثانية وأخذت أسرد له عما بداخلى لعله يستجيب لى ولكنه كان يستمع فقط من دون اى رد أخذت أحكى له كيف أننى ذهبت من وسط بلدى وأهلى أصدقائى وأحبابى هربا من بعض المشكلات التى كان من السهل ان اجد لها حلا او كنت مجرد سأجد بعض نظرات الشفقة والعطف تجاهى ولكن المشكلة العظمى الآن هى الغربة فلقد وجدت نفسى فجأة وحيدة غريبة فى بلد ليست بلدى بالرغم من أننى هنا رأيت عالم آخر يكاد يكون أروع بكثير من عالمى الأول القديم ولكن بم يجدى كل هذا وانا الآن وحيدة بعيدة عن أهلى وبلدى تكاد الوحدة تقتلنى ويكاد الخوف والرعب يمزق أحلامى الصغيرة البريئة .
***
وبينما انا منهمكة وانا أحكى إذا بصوت جاء فجأة من ورائى قائلا لى : " عودى الى بلدك من غير تفكير " فالتفتت تجاه مصدر هذا الصوت فإذا برجل كبير مسن يظهر على وجهه علامات الكبر والخبرة فى تلك الحياة فقلت له : " من أنت ؟ وهل تعرفنى ؟ وماذا تريد ؟ " ففهمت منه أنه رجل ضاق به الحال قديما فى شبابه مثلى فجاء هاربا أيضا إلى هنا وواجه نفس المشكلة بعد ان جاء ولكنه قرر ان يقضى عليها ويحاول أن يتعايش ويتكايف مع عالمه الجديد فعاش عمره كله وهو يتمنى أن يعود به الزمن ليرجع إلى بلده فعندما سمعت منه قلت له على الفور : " ولماذا لا تعود الآن ؟ " فإذا به يرد على ردا لم أكن اتوقعه قال لى : " أعود لمن ؟ ! فإن العمر قد قرب من النهاية ولا وقت الآن للعودة " ونصحنى بألا أضيع لحظة واحدة وأن أعود على الفور .
***
ثم أحسست كأن الشوق والحنين يكاد يقتلنى لكى أعود إلى وطنى وكأن مشاعرى كلها قد أصبحت حب وحنين إلى الماضى فقررت كسر قيودى والقضاء على وحش الغربة الكاسر فانطلقت مسرعة إلى بلدى ورجعت إلى وطنى فوجدت أهلى وأحبابى مازالوا كما هم يحبوننى وأحبهم فلماذا الغربة والوحدة إذن ؟ ! وقررت أن أبدأ حياة جديدة بأحلامى الصغيرة التى سأحققها هنا وسط أهلى وتحت راية وطنى
************


إن شاء تعجبكم